الاثنين، 29 ديسمبر 2014

(مراكز مصادر التعلم) الجزء السادس

أهمية مراكز مصادر التعلم :
لا يمكن أن نُعد الطالب القادر على اكتساب المعرفة التي يحتاجها بنفسه ما لم نزوده بالمهارات المعلوماتية التي تمكّنه من التعامل مع مصادر المعرفة المختلفة، ولكي نستطيع تزويده بهذه المهارات فلا بد من إتاحة المجال أمامه للتعرف على المصادر المختلفة للمعلومات ـ غير المقررات الدراسية ـ وتوظيفها في تعلُّمّه، وتعد مراكز مصادر التعلم من أنسب الصيغ تمثيلاً لهذا الفهم، وقدرة على تحقيق هذا الهدف.
ولهذا يتفق معظم العاملين في المجال التربوي، وكذلك الباحثين الذين تناولوا عملية تطوير التعليم وإصلاحه، على ضرورة دعم المناهج الدراسية بمصادر إثرائية مساعدة، وتوفير بيئة تعليمية تعلُّمّية تساعد المتعلم على بناء شخصيته العلمية والثقافية، كما يرى البعض منهم أن العيش في الألفيــة الثالثة يحتاج إلى مهــارات جديدة هي: التفكير والعمل الناقدين، الابتكارية، التعاون، فهم الثقافات الأخرى، والاتصال والحوسبة، والاعتماد على النفس.
وفي هذا تأكيد على الدور الفاعل لمركز مصادر التعلم في العملية التعليمية والتعلُّمّية، إذ يصعب تحقيق أهداف أي سياسة تعليمية بدون استخدام المركز كأداة لذلك، فهو المكان الذي يمكن من خلاله بناء قدرات المتعلم التعلُمية، كما أن له أهمية بالغة في توفير متطلبات تحقيق أهداف المنهج، وتنفيذ الأساليب والاستراتيجيات التعليمية الفعّآلة، وهو يُعد تطويراً نوعياً للمكتبات المدرسية التي قلصت دورها الممارسات الخاطئة، وحصرته بالنشاطات الثقافية الإثرائية اللامنهجية.
أنماط تنظيم مراكز مصادر التعلم :
هناك ثلاثة أنماط لتنظيم مراكز مصادر التعلم : انظري الشكل (1)



شكل رقم ( 1) أنماط مراكز مصادر التعلم
أ- مركز المصادر ذو النظام المركزي Centralized :
هذا النوع من المراكز يعمل على أنه الإمكانية الوحيد ة ضمن المنطقة والمسئول عن اقتناء المواد التعليمية وفهرستها وخزنها، وفي العادة فإن هذه الإمكانية تكون في متناول المعلمين وليس الطلاب، ومن الواضح أن قيمة هذه المراكز ترتبط بفعالية خطة التوزيع التي تتبعها، وأن موادًا كالأفلام المتحركة والثابتة والشرائح تكون قيمتها ضئيلة بالنسبة للمعلمين إن وصلتهم متأخرة، لأن قيمتها الحقيقية نابعة من كونها متكاملة مع درس معين في وقت محدد. إن المركز ذا النظام المركزي عامة، هو أقل الأنواع تكلفة، لأنه لا يتطلب مضاعفة في المكان أو التجهيزات أو الموظفين، ومع أن هذا المركز غير مكلف نسبيا وفعال إلا أن صعوبة إدارته تتزايد كلما توسع النظام المدرسي.
ب - مركز مصادر التعلم ذو النظام اللامركزي Decentralized :
وهذا المركز يعمل بصفة مستقلة ضمن بناء م درسة معينة وهو المسئول عن اقتناء المواد التعليمية وفهرستها وتخزينها. وبصورة عامة فإن استخدام مثل هذا المركز يكون في متناول يد الطلاب والمعلمين وهو مصمم ليلبي حاجات المدرسة الواحدة التي يقع فيها .
ج - مركز مصادر التعلم المنسق Coordinated :
وهو نظام يحوي شبكة من المراكز المدرسية المربوطة بمركز مصادر تعلم مركزي، ويعد تطورًا طبيعيًا في أي منطقة تعليمية حيث تحتل التربية المقام الأول عند التخطيط. وفي النظام التنسيقي إن كل مدرسة تطور مركزها الخاص بها بحيث يتم تزويد هذا المركز من قبل مركز المنطقة الذي يوفر تجهيزات وخدمات إضافية (عليان، وسلامة، 2002 ، 271 )
وفي اعتقادنا إن مركز مصادر التعلم ذا النمط اللامركزي، هو النمط الأكثر مناسبة لمدارس التعليم العام حيث إنه مصمم ليلبي حاجة المدرسة التي يقع فيها ، وأنه يوفر فرصة استخدام مصادر التعلم لكل من المعلم والطالب في آن واحد، وليس للمعلم فقط كما هو الحال في النمط المركزي ، أو لمجموعة مدارس كما في النمط المنسق.
ويمكن تقسيم المراكز كما أورده حمدان من حيث الحجم والمسؤولية إلي أربعة أنواع أو مستويات رئيسة هي على التوالي: مركز وزارة التربية والتعليم، مركز المنطقة التعليمية، مركز المديرية التعليمية، مركز المدرسة .
ويستعين كل واحد من تلك المراكز بمن يعلوه عند تخطيط سياساته الإدارية والعملية ويستقي منه موارده ووسائله وآلاته التعليمية، كما أنه مسؤول لأمامه مباشرة في النواحي المالية والإجرائية والتربوية (حمدان، 1986، 24 )
الرؤية:
أن يستخدم مجتمع التعليم بكافة أفراده المعلومات بكفاءة وفاعلية .
رسالة مراكز مصادر التعلم:
أن يكون مركز مصادر التعلم مرفق وبرنامج تعليمي يوفر بيئة تعليمية لتعلم نشط وأصيل.
فلسفة مراكز مصادر التعلم المدرسية :
إن فلسفة مراكز مصا در التعلم مرتبطة بفلسفة المؤسسة التي تقدم خدماتها لها، وتقوم على تقدم التربية المدرسية وإغنائها وزيادة تأثيرها على المتعلمين من خلال مراعاتها للفروق الفردية، وتنوع مصادر التعلم، وفيما يلي توضيح لهذين المبدأين :
أولا: إن كل متعلم يختلف في أسلوبه الإدراكي وقدراته عن زميله الآخر، ولهذا يجب توفير مصادر تعلم مختلفة تتوافق مع طبيعة وخصائص كل منهم. وهذا يعني أن مبدأ الفروق الفردية في التعلم بين التلاميذ، ووجوب الاستجابة لهذه الفروق تشكل المحور الرئيس لفلسفة مراكز مصادر التعلم.
ثانيًا: إن توفير أكثر من أسلوب ومصدر للتعلم يؤدي إلى زيادة التعلم في الكم والنوع، فتدعيم أسلوب المحاضرة بالأفلام والشرائح والعينات والزيارات الميدانية يؤدي إلى زيادة التشويق والانتباه والتركيز. كما إن تشغيل أكثر من حاسة واحدة عند المتعلم، يؤدي إلى درجة عالية من الاستيعاب والتذكر والقدرة على التطبيق. ( حمدان، 1999، 31 )
كما تقوم تلك الفلسفة على مجموعة من العوامل والافتراضات والمسلمات، وفيما يلي توضيح لكل منها كما يأتي:
v    العوامل التي تكون فلسفة مركز مصادر التعلم المدرسية:
- الفلسفة الموجهة للمركز: ينبغي أن توجه كل مصادر المركز البشرية وغير البشرية لمقابلة حاجات الطلاب والمعلمين أولا وقبل أي شيء آخر.
- الخدمة: توفير خدمات تعليمية ومعلوماتية وتدريبية تتميز بالجودة والفاعلية والكفاءة للطلاب والمعلمين لمقابلة حاجاتهم وتحقيق رضاهم.
- الدعم الإداري: توفير دعم إداري مستمر من قبل إدارات تقنيات التعليم في وزارات التربية والتعليم والمناطق والمحافظات لتمكين ميزانيات مراكز مصادر التعلم من الوفاء بمسئولياتها المتعلقة بتقديم خدمة متميزة للجمهور المستهدف .
- الاتصال: تيسير الاتصال المفتوح والمرن بين إدارة مركز مصادر التعلم والمستفيدين من الطلاب والمعلمين ولإدارة المدرسة وأولياء الأمور بهدف معرفة حاجاتهم وتقديرها وتحليلها واتخاذ الاحتياطات الضرورية لمقابلتها.

- الإتاحة: توفير فرص متساوية لأفراد الجمهور المستفيد في الوصول إلى المصادر المعلوماتية وشبكاتها من داخل المركز ومن خارجه (الصالح، وزملاؤه، 2003، 62 ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق