الاثنين، 29 ديسمبر 2014

(مراكز مصادر التعلم) الجزء السابع


v   الافتراضات التي تقوم عليها مراكز مصادر التعلم المدرسية :
أ- إن مركز مصادر التعلم جزءًا لا يتجزأ من البرنامج التعليمي للمدرسة، أي أنه منظومة رئيسة في المنظومة الكلية للمدرسة بناء وسياسة وتعليمًا ، ولا يمكن أن تقوم المدرسة بوظيفتها الجوهرية " التعليم والتعلم" بفاعلية وكفاءة في غياب المركز. والعلاقة بين مركز مصادر التعلم، والمنظومات الأخرى في النظام المدرسي هي علاقة تفاعلية واعتمادية يسهم كل منها في العملية المستمرة لتحسين مخرجات هذا النظام .
ب- عندما يتم اختيار مصادر المركز بعناية في ضوء خصائصها وخصائص المتعلمين ، وعندما تدمج في البرنامج التعليمي للمدرسة ، فان أثر هذه المصادر سيكون واضحًا على تحصيل المتعلمين.
ج- سوف يستخدم المتعلمون مصادر التعلم بفاعلية وكفائه ، إذا ُنظمت خدمات هذه المصادر من خلال مركز مصادر تعلم متكامل مخطط ومخطط له بعناية.
د-ينبغي أن ينسجم توظيف المصادر والخدمات والتسهيلات التي يوفرها مركز مصادر التعلم في الألفية الثالثة، مع التوجهات المعاصرة والمستقبلية لمدرسة المستقبل المتمثلة بتقديم الخبرات التعليمية الأصيلة في بيئات تعلم مفتوحة وغنية بالمصادر التقنية وبأساليب مرنة و متنوعة: ذاتية وتعاونية وجماعية .
هـ- يعمل في مركز مصادر التعلم أفراد متخصصون ومؤهلون بكفايات تربوية ومعلوماتية ، ومتفرغون تمامًا للمهام والوظائف المطلوبة لإدارة المركز. إن الموظف المؤهل المتفرغ يمكن أن يكون له أثر كبير على استخدام مصادر في التعليم، وعلى المتعلمين أنفسهم.
و- لمراكز مصادر التعلم ميزانية محددة في الميزانية العامة لتقنيات التعليم في الإدارة المشرفة عليها وفي ميزانيات المدارس . وهذه الميزانية لا تشمل تكاليف التأسيس ، وإنما ميزانية التكلفة المستمرة لتشغيل والصيانة والتطوير. ( ولكنسون، 1986،89)
ز- الشكل يتبع الوظيفة : يجب تصميم تسهيلات مركز مصادر التعلم بحيث تقابل حاجات برنامج المركز والتقنيات التعليمية في المدرسة . وحيث أن برنامج التقنيات والمصادر يتغير باستمرار لذا ، ينبعي تصميم تسهيلات المركز بحث تتميز بالمرونة إلى أقص ى درجة ممكنة لكي تقابل الحاجات المستقبلية .
ح- ينبغي أن يكون لكل مركز مصادر التعلم مساحة كافية لكي تتوفر فيه جميع التسهيلات الأساسية . وينبغي أن يتقرر حجم المركز بناءاً على عدد طلاب المدرسة ومعلميها وأنماط التعلم المستخدمة كالتعلم التعاوني بمجموعات صغيرة ، والتعلم الفردي (الصالح، وزملاؤه،2003،69)
ط- إن مصادر المركز هي مصادر للمجتمع. لقد أصبحت التسهيلات المدرسية مثل مراكز مصادر التعلم في العديد من المجتمعات مراكز لتعلم الكبار وغيرهم من أفراد المجتمع المحلي، لذلك ينبغي أن يعطى الاعتبار لهذا الاستخدام عند تصميم المركز وتخطيط خدماته.
ي- ينبغي أن تكون الفرص الإتاحية في الوصول إلى المعلومات وتقنياتها متساوية لجميع أفراد الجمهور المستهدف من معلمين وطلاب وإداريين وأفراد المجتمع المحلي.
ك- ضرورة تشجيع التعلم الفردي. (MASL، 2000)
مما سبق يتضح أن فلسفة مراكز مصادر التعلم تقوم على مجموعة من المبادئ، مثل : مبدأ الفروق الفردية في التعلم بين التلاميذ، وأن توفير أكثر من أسلوب، وأكثر من مصدر تعلم يؤدي إلى زيادة التعلم كمًا ونوعًا. ولتلك الفلسفة عوامل تكونها، أهمها: الفلسفة الموجهة للمركز، والخدمة ، والدعم الإداري، والاتصال، والإتاحة. كما تقوم على مجموعة من الافتراضات.
و لا يمكن أن تقوم مراكز مصادر التعلم بوظائفها الجوهرية بفاعلية وكفاءة في غياب تلك الفلسفة؛ لذا ينبغي الأخذ بعين الاعتبار كل تلك المبادئ والعوامل والافتراضات عند إنشاء مراكز مصادر التعلم؛ لأنها تشكل محاور رئيسة لفلسفة مراكز مصادر التعلم .
أهداف مراكز مصادر التعلم:
إن مركز مصادر التعلم ليس بمبناه أو بما يحتويه من مواد أو أجهزة، بل بكفاءة استخدامه من قبل المشرفين والمعلمين والطلبة، لأنه مكاناً للتدريس والنشاط والدراسة لمختلف المعلمين والمتعلمين (عليان، 2010، ص 26).  والهدف الرئيس يمكن في خدماتها التي تستهدف تحقيق أهداف البرامج التربوية وتحقيق تعلم مستمر (عليان، 2010؛ عيسى وأخرون، 1982).
والهدف العام لمركز مصادر التعلم (كما ذكرها عيسى وأخرون، 1982) هو خدمة الأهداف الموضوعة للبرنامج التربوي العام بوساطة:
-        تقديم تنوع زاخر من المواد والتسجيلات والصور الثابته والمتحركة والأفلام الثابته والمصادر والمواد السمعية- البصرية ليستخدمها المدرسون والطلاب كمجموعات وأفراد.
-        تقديم القيادة القادرة على تطوير أساليب مختلفة من الاستخدام للمواد التعليمية من قبل المدرسين والطلاب.
-        تيسير الحصول على التسهيلات والخدمات والتجهيزات الضرورية للاختيار والتنظيم واستخدام المواد التعليمية.
-        التزود بالتسهيلات للمساعدة في انتاج المواد التعليمية وعرضها.
أهداف مركز مصادر التعلم كما حددها الصالح وآخرون (2003، ص 59: 61) فيما يلي:
1-      توفير إتاحة فكرية للمعلومات من خلال نشاطات تعلّم مدمجة في المنهج تساعد الطلاب على تحقيق الثقافة المعلوماتية.
2-      توفير إتاحة مادية للمعلومات من خلال:
·      توفير مصادر تعلّم متنوعة تمثل مدى واسعاً من الموضوعات, ومستويات الصعوبة والأنواع التي يتم اختيارها بعناية, وترتيبها بأسلوب منظم ودقيق لضمان سهولة الوصول إليها واستخدامها.
·      توفير إجراءات منظمة للحصول على المعلومات والمواد من خارج المركز والمدرسة.
3-      توفير خبرات تعلّم تشجع الطلاب وغيرهم ليصبحوا مستخدمين بارعين ومبتكرين للمعلومات, من خلال التعلّم في مجال النطاق الكامل لتقنية الاتصال والمعلومات.
4-      توفير قيادة وتعاون ومساعدة لمعلمي المدرسة وغيرهم في مجال تطبيق مبادئ التصميم التعليمي بالنسبة لاستخدام تقنية التعليم والمعلومات من أجل التعلم.
5-      توفير مصادر ونشاطات تسهم في التعلّم مدى الحياة, وفي الوقت نفسه تستوعب مدى واسعاً من أساليب التعليم والتعلّم المختلفة وطرقها واهتماماتها وقدراتها.
6-      توفير برنامج يعمل كمركز معلوماتي للمدرسة من خلال تصميم موقع لنشاطات مدمجة وتكاملية في المدرسة, ومن خلال توفير فرص الوصول إلى مدى واسع من المعلومات لأهداف التعلّم تتجاوز هذا الموقع.
7-      توفير فرص ونشاطات تعلّم تمثل خبرات وآراء ووجهات نظر اجتماعية وثقافية متنوعة من أجل دعم مفهوم أن الحرية الفكرية (بما لا يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف) والوصول إلى المعلومات, هي متطلبات أساسية للمواطنة الحقة والمسؤولة في المجتمع المدني الحديث.
8-      الاهتمام بالتعلّم كعملية ومنتج وتوفير طرق متعددة وبديلة للمتعلمين للتعلّم من خلال أساليب التعلّم الفردي والتعاوني من داخل المدرسة ومن خارجها.
9-      دعم وتنمية مهارات الثقافة المعلوماتية للمعلمين وتوفير فرص التطوير المهني لتشجيع دمج التقنية في التعليم والتعلم.
10- دعم وتشجيع إنتاج المواد التعليمية المتنوعة خصوصاً التي لا تتوافر تجارياً أو من مدارس ومراكز أو إدارات تقنيات التعليم لمقابلة الحاجات الفردية للمستفيدين.
11- ربط المدرسة بالمجتمع المحلي والحي الذي تقع فيه من خلال دعم جهود العلاقات العامة للمدرسة, وتقديم المساعدة في تصميم وإنتاج المواد الإعلامية, وتشجيع مشاركة أولياء الأمور من خلال توفير سبل الاتصال الإلكتروني بين البيت والمدرسة.
12- التأكيد على إيجابية المتعلمين ومشاركتهم النشطة في التعلّم وتنمية قدراتهم على الإبداع والتعلّم الذاتي والمستمر, وتنمية الاتجاهات الإيجابية لديهم مثل العمل الجماعي وتحمل المسؤولية والثقة بالنفس والاستقلالية في التعلم.
13- دعم عملية نشر الابتكارات التعليمية وتبنيها ودمجها في التعلّم المدرسي من خلال توفير وسائط مبتكرة لنقل تجارب متميزة للمعلمين والطلاب في مجال دمج التقنية في التعليم على شبكات الحواسيب.
وقد تضمنت أدبيات مراكز مصادر التعلم أهدافاً أخرى أهمها: تنمية اتجاهات مرغوب فيها للتلاميذ مثل: تشجيع المبادرة والتوجيه الذاتي والاستقلالية وتحمل المسؤولية والثقة بالنفس والتنظيم والتعلم الذاتي المستمر والمستقل. تطوير مهارات التلميذ في استعمال وسائل الاتصال المختلفة اللفظية و السمعية و السمعية بصرية و الكتابية، بما يساعده على اكتساب مهارات البحث والتنقيب وتنميتها .(عليان، 2010، ص 29).
و من الضروري جداً  أن تسعى مراكز مصادر التعلم - مهما اختلفت مستويات تلك المراكز، وأحجامها، وعدد الطلاب فيها، والمعلمين الذين تخدمهم - لتحقيق أكبر قدر من تلك الأهدا ف. ونظرًا لأن درجة تحقيق هذه الأهداف مرتبط بمدى توفر التسهيلات في المركز؛ فإن هذا يقتضي توافر أكبر قد ر ممكن من التسهيلات المادية والبشرية في مراكز مصادر التعلم.
مهام مراكز مصادر التعلم المدرسية (Task) :
إن الوظيفة الرئيسة لمركز مصادر التعلُّم هي تهيأة العناصر البيئية والمادية والبشرية لمساعدة هذه المراكز على القيام بعدد من المهام لخدمة الأهداف التربوية والتعليمية للمدرسة ، وينفذ المركز عدد من المهام منها:
- تحديد أهداف برنامج مركز مصادر التعلم مع خطة تنفيذية وتقويمية لتحقيق الأهداف.
- تخطيط نشاطات المركز ودمجها في البرنامج التربوي والتعليمي للمدرسة.
- المشاركة في تصميم التعليم وتطوير الوحدات التعليمية وابتكار نماذج تعليمية بديلة.
- إعداد ميزانية المركز وتقديمها لمدير المدرسة وإدارة التقنيات التعليمية في المديرية.
- تكوين مجموعة متوازنة من مواد التعليم والتعلم المطبوعة وغير المطبوعة الملائمة لبرنامج المدرسة.
- تطوير إجراءات تشغيل المركز وإدارته بما يحقق الأهداف التربوية للمدرسة.
- تنمية القوى البشرية في المؤسسة التعليمية من خلال برامج التدريب المستمر أثناء الخدمة للمعلمين، وتوفير مصادر مهنية، وإشعارهم بالمواد الجديدة، وإشراكهم في عملية اتخاذ القرارات المرتبطة بشراء المصادر. (الصالح،وزملاؤه، 2003)
- تقديم الخدمات الاستشارية في مجال تقنية التعليم وطرق التدريس.
- توفير مستلزمات إنتاج التقنيات التعليمية المختلفة والتعريف بطرق إنتاجها ودمجها في المناهج الدراسية.
- تطبيق نتائج الدراسات المتعلقة بدمج التقنية في التعليم وتحسين طرق التدريس بهدف دعم فاعلية العملية التعليمية وكفاءتها.
- اختيار أجهزة العرض والأجهزة التعليمية الأخرى وفق احتياجات المركز وبناء على معايير محددة.
- إجراء عمليات التنظيم الفني للمركز من فهرسة وتصني ف. بما يؤدي إلى سهولة الوصول للمادة المطلوبة من قبل المعلمين والمتعلمين وغيرهم من المستفيدين.
- إجراء الصيانة الدورية للمواد والأجهزة التعليمية المتوافرة في المركز.
- إعداد المطبوعات والكتيبات المتعلقة بتقنية المعلومات المتوافرة في المركز من أجهزة الحاسوب وشبكات الإنترنت وغيرها، وإصدار النشرات والملخصات وإقامة المعارض والندوات وتنظيم حلقات الدراسة. مما ينمي قدراتهم على الوصول إلى المعلومات بأنفسهم؛ حيث يقوم المركز بنشاط إعلامي للمدرسين والطلبة والمجتمع المحلي والمؤسسات التعليمية الأخرى والمهتمين بوظائف مركز مصادر التعلُّم والخدمات التي يقدمها.
- تصميم وتنفيذ برامج علاقات عامة لخدمة المجتمع المحلي وتوفير المعلومات الضرورية حول دور المركز وإسهاماته في أهداف المدرسة.
- الاهتمام بالمعلومات والتوثيق والتوزيع : وهذه من وظائف المركز الأساسية لكونها تؤخذ على أنها نواة لبنك المعلومات للمواد والوسائل، وعليها تعتمد أوسع الخدمات المتخصصة حيث يقوم المركز بعملية توثيق المعلومات التي يم تلكها وتوزيع ما هو قابل للتوزيع، فيوفر خدمة في صدارة الخدمات التي تحتاج إليها المعاهد والمؤسسات التعليمية والقيام بتجميع المعلومات وتنظيم أساليب مراجعتها يجعل من المركز مرجعًا من أهم المراجع التي يعتمد عليها الباحث في الحصول على المعلومات المطلوبة .
- عقد ورش عمل ودورات للمعلمين أثناء الخدمة لتدريبهم على استخدام تقنيات التعليم اللازمة لخدمة المناهج بهدف إكسابهم مهارات إنتاج واستخدام الوسائل التعليمية.
- إصدار النشرات والمطبوعات والدوريات والملخصات التي تعرف المراكز وأنشطتها وكذلك الترجمات لنتائج البحوث ال عالمية في مجال تقنيات التعليم التي تسهم في تطوير أساليب التعلُّم وتوزيعها على الهيأة التدريسية .

- تقييم مصادر التعلُّم الجارية : وتشمل المواد والوسائل التعليمية المصنفة محليًا أو التي يتم شراؤها تجاريًا والحكم على قيمتها وأهميتها ونوعيتها في ضوء مدى ملاءمتها للمنطقة الجغرافية والمجتمع المحلي والمدرسة وميول الطلبة واحتياجاتهم وقدراتهم. (الحيلة، 2004، 428) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق