الاثنين، 29 ديسمبر 2014

تكنولوجيا التعليم وعلاقة بالمنهج وعناصره ‫‬+ مفهوم تكنولوجوجيا التعليم والاتصال التربوي + تكنولوجيا التعليم واعداد المعلم والتدريس - الجزء الثاني



·       تكنولوجيا التعليم ومحتوى المنهج :
      يشير محتوى المنهج إلى المضمون التفصيلي للمادة العلمية بموضوعاتها الرئيسية والفرعية ، التي يتم تقديمها للمتعلم في إطار مقرر دراسي .
وإذا كان محتوى أي منهج دراسي يسعى إلى إكساب الدارسين له قدراً مناسباً من : المعلومات ، والمهارات العقلية والعملية والاجتماعية ، والميول ، والاتجاهات وأوجه التقدير وكذلك أساليب التفكير .
          وهكذا يتضح أن للتقنيات التعليمية علاقة وطيدة بمحتوى المنهج تتلخص تلك العلاقة في منحيين :     ( ماهر / ص 126 ) .
          ـــ المنحى الأول :
 أن التقنيات التعليمية تسهم في تقدم محتوى المنهج بصوره أكثر شمولية فتدعيم محتوى المنهج بالصور والرسوم والخرائط ، أو تدعيمه بنشاطات متنوعة كالمعارض والعروض والرحلات والزيارات ، كل ذلك يدل على أن التقنيات التعليمية تشكل جزءاً مهماً وفعالاً لتقديم محتوى المنهج بفعالية أكبر .
          ـــ المنحى الثاني :
          أن التقنيات التعليمية تؤدي دوراً أساسياً ومهماً في نقل محتوى المادة العلمية إلى المتعلم ببساطه ووضوح  ، ولا يقتصر ذلك الدور على المعلومات فقط ، بل يمتد ليشمل المهارات والميول والاتجاهات وأوجه التقدير ، وأساليب التفكير ، وفيما يلي بعض الأمثلة التي تبين ذلك : 


   التقنيات التعليمية والمعلومات :
وتتنوع المعلومات والمعارف في محتوى أي منهج دراسي لتشمل بعض أو كل مما يلي : الحقائق ، المفاهيم ، المبادئ ، القوانين ، النظريات .
          وما من وسيلة تعليمية إلا وتسهم بشكل أو بآخر في إكساب المتعلم أي مستوى من مستويات هذه المعلومات والمعارف .
   التقنيات التعليمية والمهارات :
          ولا يقف دور التقنيات التعليمية وعلاقتها بمحتوى المنهج عند حد المساعدة في إكساب المتعلم المعارف والمعلومات فقط ، بل يتعدى ذلك إلى دور أكثر أهمية هو المساعدة في إكساب المتعلم المهارات المطلوبة .
          والمهارات التي يستهدف محتوى المنهج إكسابها للمتعلم هي :
1.    مهارات عملية .
2.    مهارات عقلية ( أكاديمية ) .
3.     المهارات الاجتماعية .
          والأمثلة على دور الوسائل التعليمية في إتاحة الفرصة للمتعلم لاكتساب المهارات المختلفة عديدة ومتنوعة نذكر منها :
          أن المعلم إذا استخدم التقنيات التعليمية التي تنتمي إلى ( فئة المحسوس بالعمل) وفقاً لتصنيف مخروط الخبرة ، كالخبرة الهادفة المباشرة والخبرات المعدلة ، والخبرات الدرامية الممثلة ، فإن تلك التقنيات تتيح للمتعلم اكتساب العديد من المهارات خصوصاً المهارات العملية واليدوية , وكذلك مهارات لعب الأدوار والمهارات الاجتماعية كالتعاون والنظام وغيرها .
          أما إذا استخدم المعلم الوسائل التعليمية التي تنتمي إلى فئة ( المحسوس بالملاحظة ) كالعروض التوضيحية والزيارات الميدانية والمعارض التعليمية والأفلام والصور المتحركة والتسجيلات الصوتية فإن تلك الوسائل تمثل خطوة أساسية لاكتساب المتعلم بعض المهارات العقلية كالملاحظة والاستخلاص ، وغير ذلك من المهارات التي تكون بدورها خطوة لاكتساب المهارات العملية واليدوية الأخرى .
          وعلى صعيد إكساب المتعلم المهارات اللغوية الأساسية وهي : الاستماع والنطق والقراءة والكتابة يأتي دور المختبرات اللغوية والتسجيلات الصوتية كدليل على أهمية مثل هذه التقنيات التعليمية في إكساب المتعلم هذه المهارات .  (ماهر / ص 130  ).
   التقنيات التعليمية والجوانب الوجدانية :
          للتقنيات التعليمية أيضاً دور مهم في إكساب المتعلم الجوانب الوجدانية المشار إليها بشكل صريح أو ضمني بمحتوى المنهج ، تلك الجوانب التي تشمل : الميول ، الاتجاهات وأوجه التقدير والقيم .
          فمجمل القول أن التقنيات التعليمية يمكن أن تسهم بدور فاعل في إكساب وتعديل الجوانب الوجدانية لدى المتعلم ويبقى على المعلم اختيار أكثر التقنيات فعالية وتأثيراً على تلك الجوانب . وتعد الدراما التعليمية والأفلام التعليمية المتحركة الناطقة في مقدمة الوسائل التي تؤثر بقوة في الجوانب الوجدانية للمتعلمين ، شريطة أن تكون مكتملة العناصر الفنية .
   التقنيات وأساليب التفكير :
يشمل محتوى أي منهج دراسي إلى جانب المعلومات ، والنشاطات الخاصة بالمهارات والاتجاهات ، مشكلات وتمارين وأنشطة عقلية الهدف منها هو تنمية أساليب التفكير لدى المتعلمين مثل : أسلوب التفكير العلمي وأسلوب التفكير المنطقي وأسلوب التفكير ألابتكاري وأسلوب التفكير الناقد ، وإن كانت جميع هذه الأساليب تظهر في أسلوب واحد هو التفكير العلمي

          وإذا كانت التقنيات التعليمية تمثل حلقة في منظومة تكنولوجيا التعليم وإذا كانت تكنولوجيا التعليم بمفهومها الحديث هي طريقه في التفكير فإنها تعتمد علية ، ولا تنفصل عنه ، ومن ثم تكون للتقنيات التعليمية علاقة وثيقة بالتفكير ، حيث تؤدي دوراً مهماً في تدريب المتعلمين على ممارسة أنماط التفكير المرغوبة .       (  ماهر / ص 132 )
·       تقنيات التعليم وأساليب التدريس :
إن طرق وأساليب التدريس هي المكون الثالث من مكونات أي منهج دراسي ،
حيث يتم من خلالها نقل المادة العلمية لمحتوى المنهج إلى المتعلمين للعمل على تحقيق أهداف المنهج .
وقد تعددت طرق التدريس بحيث لا يمكن الادعاء بأن هناك طريقة تدريس هي الأفضل والأصلح على الإطلاق ، فكل منها يصلح لموقف تعليمي معين ، ولنوعية محدده من التلاميذ ، وعلى المعلم أن يختار من هذه الطرق ما يناسب طبيعة الموقف التعليمي ، وطبيعة المتعلمين ، والإمكانات المتاحة ، علماً بأن المعلم يمكنه الاعتماد على أكثر من طريقة تدريس خلال الموقف التعليمي الواحد كلما تطلب الأمر ذلك ، فنراه تارة يعتمد على الإلقاء ، وتارة أخرى يعتمد على محاورة المتعلمين ومناقشتهم ، وتارة أخرى يعتمد على طرح مشكلة تعليمية ليطلب من المتعلمين حلها ، وتارة يعتمد على بعض العروض العملية والتوضيحية ، وتارة أخرى يعتمد على توجيه المتعلمين إلى بعض أساليب التعلم الفردي . وهو في كل ذلك يعتمد أساساً على التقنيات التعليمية فيتضح أن التقنيات التعليمية ترتبط بعلاقة وطيدة بطرق التدريس فهي التي تسير عملية التدريس ، وتقتصد في وقت المعلم وفي الجهد الذي يبذله المعلم ، بل هي التي تساعد المعلم في تدريس المعاني والمفاهيم المجردة ، وتيسر على المتعلم استيعابها . والتقنيات التعليمية تسهم في التغلب على الكثير من مشكلات التدريس .
وعلى جانب آخر نرى أن هناك علاقة بين تقنيات التعليم وطرق التدريس ، أكثر من مجرد مساعدة المعلم في عملة ، فقد أفرز ولا يزال التقدم في تقنيات التعليم طرقاً وأساليب واستراتيجيات جديدة للتعليم والتعلم .
والأمثلة الإجرائية التي تبين علاقة التقنيات التعليمية بطرق التدريس ودور تلك الوسائل وأهميتها لكل طريقة من تلك الطرق كثيرة ومتنوعة نذكر منها :
v   المعلم الذي يعتمد على طريقة الإلقاء والمحاضرة يستخدم وسائل تعليمية
 أساسية ، فهو يستخدم السبورة واللوحات والخرائط والرسوم التوضيحية خلال الشرح ، وقد يستخدم مكبرات الصوت .
v   والمعلم الذي يعتمد على طرق تدريس محورها المتعلم كحل المشكلات
والتعلم بالاكتشاف والدراسة المعملية يحتاج حتماً إلى توفير عدد كبير من الأجهزة والأدوات والمواد التعليمية ، الأمر الذي يتيح لكل متعلم حل المشكلات العلمية أو اكتشافها عن طريق ممارسة النشاطات العملية والمعملية .
v   المعلم الذي يعتمد على طرق تدريس محورها المعلم والمتعلم معاً أيضاً
يحتاج بشكل أساسي للوسائل التعليمية ، فقد يقوم المعلم بعرض توضيحي أو عملي أو بعرض فيلم تعليمي ، أو صورة أو رسم توضيحي على المتعلمين ، كنقطة بداية للحوار والمناقشة حول موضوع دراسي معين .
ومجمل القول إن دور التقنيات التعليمية مهم وأساسي لجميع طرق وأساليب التدريس على اختلاف أنواعها ، ومن ثم فالعلاقة وطيدة بينهما .
 (  ماهر / ص 132 )
·       تقنيات التعليم والأنشطة المصاحبة للمنهج :
          تعرف الأنشطة بأنها " كل ما يقوم به المعلم والمتعلم من أعمال وأفعال داخل غرفة الدراسة أو خارجها بهدف إثراء الخبرات التعليمية المراد إكسابها للمتعلم وإضفاء المتعة والتشويق على كل ما يتعلمه ذلك المتعلم " .
          وبهذا التعريف نستطيع أن نميز بين نوعين أساسيين من الأنشطة المصاحبة للمنهج هما ( الأنشطة الصفية ) و ( الأنشطة غير الصفية ) .
          وفي هذا الإطار نشير إلى أن علاقة التقنيات التعليمية بالنشاط المصاحب للمنهج تبرز في ثلاث مناح هي :
o      المنحى الأول :
هو أن الوسائل التعليمية والنشاط المصاحب كليهما من مكونات المنهج ، يؤثر كل منهما ويتأثر بباقي المكونات التي تتشكل منها منظومة المنهج .
o      المنحى الثاني :
هو أن النشاط الصفي أو غير الصفي قد يكون هو نفسه وسيلة تعليمية ، فالمعلم قد يرسم رسوماً توضيحية عديدة خلال تدريسه لموضوع معين ، كما أنه قد يجري عرضاً علمياً توضيحياً لموضوع آخر . وفد يكلف تلاميذه بعمل بعض اللوحات أو الصور أو الخرائط أو النماذج أو يكلفهم بجمع العينات ، أو إعداد معرض تعليمي ، أو لعب أدوار في مسرحية أو تمثيلية تعليمية . وفي جميع هذه الحالات يكون النشاط الذي يقوم به المعلم أو المتعلم في حد ذاته وسيلة تعليمية .


o      المنحى الثالث :
هو أن التقنيات التعليمية قد تستخدم لتنفيذ العديد من أنشطة المنهج الصفية وغير الصفية ، فلتنفيذ معرض تعليمي أو التخطيط لزيارة أو رحله تعليمية ، يمكن عرض فيلم تعليمي أو صور أو رسوم أو نماذج توضح كيفية القيام بهذا المعرض أو تلك الرحلة ، والاستعدادات اللازمة لكل منها ، الأمر الذي يفيد بشكل أساسي  في تنفيذ مثل هذه الأنشطة على أفضل نحو ، وعلى الجانب الآخر قد يتطلب استخدام الوسائل التعليمية على نحو صحيح القيام ببعض الأنشطة غيرا لصفية ، كالاطلاع على أحدث الكتب والمراجع في هذا الشأن ، والقيام بزيارات ميدانية للمعارض ومنافذ بيع هذه الوسائل ، وعقد لقاءات مع الخبراء والمختصين والتدريب الفني على استخدام مثل هذه الوسائل .
( ماهر / ص136 )
          وهكذا تتضح طبيعة العلاقة بين التقنيات التعليمية والأنشطة الصفية وغير الصفية المصاحبة للمنهج .
·       تقنيات التعليم وتقويم المنهج :
التقويم هو المكون السادس والأخير من مكونات المنهج ، وهو لا يقل أهمية عن المكون الأول ( أهداف المنهج ) ، حيث يتم في ضوئه الحكم على مدى صلاحية باقي المكونات بما فيها أساليب التقويم ذاتها .
          والعلاقة بين التقنيات التعليمية وتقويم المنهج علاقة دينامية حيث تساعد التقنيات التعليمية في إجراء عمليات تقويم المنهج مثل الاختبارات التي تقدم من خلال الكمبيوتر أو الانترنت أو نص مسموع لقياس القدرة على الفهم السماعي للغة أجنبية أو التعبير الشفهي بها . وبهذا يتضح تأثير التقنيات التعليمية في التقويم حيث تساعد في التقويم القبلي والتقويم البنائي والتقويم النهائي
·       تقنيات التعليم وبناء المفاهيم وتجسيد القيم :
توفر التقنيات التعليمية المحسوسة وشبة المحسوسة للمتعلم مواقف تعليمية يستطيع من خلالها اكتساب الخبرات المتنوعة .
          ولعل التقنيات التعليمية بتوفيرها لمواقف التعلم التي تعتمد على الواقع الحقيقي أو بدائلة المشابهة والممثلة له ، تسهم في تعلم حقيقي بعيد عن الخيال وعن التصورات  الخاطئة للأشياء .
          كما أن كثيراً من القيم والمعاني المرغوبة التي نعلمها لطلابنا مجرد كلمات صماء ، ولكن مع استخدام بعض التقنيات التعليمية قد نستطيع تجسيد تلك القيم وتحويلها إلى سلوك ظاهر يقوم به الطالب أو يشاهده . 
·       تقنيات التعليم والأعداد الكبيرة للمتعلمين :
لعل من أعقد المشكلات التي تواجه نظم التربية في جميع بلدان العالم ازدياد أعداد الطلاب وتتزايد أعداد التلاميذ في الفصول الدراسية مع الزيادة المطردة في أعداد السكان واهتمام أولياء الأمور بأهمية التعليم . وأصبحت هذه المشكلة تواجه المعلم داخل الفصول المكتظة بإعداد كبيرة من التلاميذ مهما كانت كفاءته العلمية والمهنية ، ولذلك لجأ المعلم إلى الاستعانة ببعض التقنيات التعليمية في تقديم محتوى الدرس ، ومن جانب آخر استطاع المسئولون توظيف الوسائل الجماهيرية كالتلفزيون والراديو في تقديم بعض البرامج التعليمية ، وبالتالي يمكن الاستفادة من خبرات المعلمين الأكفاء وذوات الخبرة ومما تقدمة التقنيات التعليمية من أساليب مختلفة في عرض المادة التعليمية . ( احمد سالم / ص 59 )

·       تقنيات التعليم ومراعاة الفروق الفردية للمتعلمين :
أدت زيادة أعداد المتعلمين في الفصول الدراسية إلى زيادة الفروق الفردية وعدم
 التجانس بينهم ، ومع ذلك نجد أن المؤسسات التعليمية تسير بطريقة واحده مع كل المتعلمين دون مراعاة الفروق الفردية بينهم : فالمقررات الدراسية موحده على جميع المتعلمين ، وطريقة التدريس التي يتبعها المعلم واحده وتعتمد على الطريقة اللفظية .
          ويختلف الطلاب في خصائصهم المتعلقة بكيفية التعلم والاستعداد له ، فمنهم من يتعلم بصورة أفضل عن طريق حاسة البصر ومنهم من يتعلم بصورة أفضل عن طريق حاسة السمع ، ولذلك تهتم التقنيات التعليمية بإيجاد المواقف التعليمية التي تتطلب اشتراك أكثر من حاسة في التعلم ، بحيث يحدث احتكاك حقيقي بين حواس المتعلم ومادة التعلم التي توفرها الوسيلة ، وهكذا تتكون الخبرة المباشرة أو الممثلة نتيجة إثارة الوسائل لحاسة أو أكثر من حواس المتعلم .
·       تقنيات التعليم والتعلم الذاتي :
غيرت التربية الحديثة النظرة إلى المتعلم ، فلم يعد مجرد متلقي ، بل أصبح له استقلاليته وهدف من أهداف التربية. لذا كانت الاستعانة بالتقنيات التعليمية لتحقيق هذا الهدف من خلال استخدام لبرمجيات التعليمية التي تقوم على التعلم الذاتي لتدريب التلميذ على كيف يعلم نفسه ، ومن هنا ندرب التلميذ على البحث ، والاطلاع على ما هو كل جديد ، ولا يتوقف عند مجرد المعلومات التي يتلقاها من المعلم . ( احمد سالم / ص 63 ) .
·       تقنيات التعليم وإثارة الاهتمام بموضوعات الدراسة :
من أهم الشروط التي تساعد على التعلم وجود الحاجة للتعلم ، وأن يشعر التلميذ بأهمية إشباع هذه الحاجة . وقد يستلزم ذلك استثارة إهتمامة بالموضوعات التي يتعلمها ، ويمكن للتقنيات التعليمية أن تؤدي إلى استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجته للتعلم . فلا شك أن التقنيات التعليمية المختلفة كالرحلات والنماذج والأفلام التعليمية والمصورات تقدم خبرات متنوعة يأخذ منها كل طالب ما يحقق أهدافه ويثير اهتمامه.
          وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالأهداف التي تحققها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها.
·       تقنيات التعليم وقطع رتابة المواقف التعليمية :
عادة ما تزدحم المواقف التعليمية التقليدية باللفظ من جانب المعلم حيث يعتمد
 المعلم في هذه المواقف على الإلقاء أو الأسئلة والأجوبة لتقديم موضوع معين أو درس من الدروس . إلا أن استخدام المعلم للتقنيات التعليمية في سياق متناغم ضمن إجراءات التدريس بقطع رتابة المواقف اللفظية التقليدية ويجعل الموقف التعليمي أكثر تشويقاً وإثارة ، كما يؤدي إلى مزيد من الإيجابية لدى المتعلم .  ( يس / ص 35 )
·       تقنيات التعليم وزيادة انتباه الطلاب :
إن استخدام التقنيات التعليمية في التدريس غالباً ما يؤدي إلى زيادة انتباه الطالب ، مما يدفعه إلى التركيز والتدقيق في متابعة أحداث التعلم . ويزيد من نشاطه ، ويظهر ذلك في مناقشات الطلاب واستفساراتهم أثناء الدرس ، كما يظهر نتائج تعلمهم .
          وقد يزداد الانتباه بدرجه أكبر عند استخدام التقنيات التعليمية المخصصة للمتعلم في حالات التعليم الفردي ، والتدريب للمجموعات الصغيرة ، حيث ينهمك الطالب في العمل بمفرده أو مع مجموعة ومتفاعلاً بعمق مع المضمون التعليمي للوسيلة ، ومستخدماً أكثر من حاسة من حواسه ، مما يزيد من انتباهه بدرجة كبيرة .

·       تقنيات التعليم وزيادة كمية الإنتاج :
عند الاعتماد على الطرق اللفظية في تدريس بعض الموضوعات ، نلاحظ أن
هناك انصرافاً من بعض الطلاب عن متابعة الدراسة أو الانتباه ، وما يلبث هذا الأمر أن يتغير بمجرد استخدام الوسيلة التعليمية .
          وربما كان السبب وراء ذلك هو ما سبق أن أوضحناه  من أن التقنيات التعليمية تولد الحاجات الكامنة للتعلم ، كما أنها تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين من حيث توفير أنسب الوسائل لإثارة حواسهم على المشاركة والعمل ، كما أن التقنيات التعليمية تزيد من انتباههم . وإذا احسن المعلم استخدام الوسيلة وتحديد الهدف منها وتوضيحه في ذهن الطالب ، يؤدي إلى زيادة المشاركة الإيجابية في اكتساب الخبرة وتنمية قدرته على التأمل ودقة الملاحظة واتباع التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات . ويؤدي هذا الأسلوب أيضاً إلى تحسن نوعية التعلم ورفع مستوى الاداء عند التلاميذ .
·       تقنيات التعليم ودراسة الظواهر الخطرة والمعقدة والنادرة :
يمكن للتقنيات التعليمية أن تسهم في نقل الكثير من الخبرات إلى حجرة الدراسة
والتي يصعب مرور التلاميذ بها في مكان وقوعها ، وذلك لبعض الأسباب منها :
          البعد المكاني :
 أسهمت التقنيات التعليمية في نقل الأحداث التي تقع في دول أخرى إلى التلاميذ دون نقل التلاميذ اليها لرؤيته ، وذلك عن طريق تصوير تلك الأحداث  وعرضها عليهم في حجرة الدراسة .
          البعد الزماني :
عملت التقنيات التعليمية على نقل بعض الأحداث التاريخية التي وقعت منذ سنوات بعيده أو منذ عصور سابقة ، وقامت بتقديمها في شكل تمثيليات أو مسرحيات إلى التلاميذ .
          بطء أو سرعة الحدث :
 بعض الأحداث تستغرق وقتاً طويلاً لحدوثها أو لنموها والبعض الآخر قد يحدث بسرعة هائلة فلا يمكن متابعته وتداركه في الواقع ، وبالتالي يمكن للوسائل التعليمية مثل كاميرات فيديو خاصة تصوير هذه الأحداث البطيئة أو السريعة وبالتالي عرضها على التلاميذ .
         
خطورة الحدث :
بعض الأحداث تمثل خطورة قد تؤدي بحياة من يحضرها مثل البراكين والزلازل ، فيصعب انتقال التلاميذ إلى أماكن هذه الظواهر ولكن يمكن نقلها إلى حجرة الدراسة عن طريق التقنيات التعليمية .
          صغر أو كبر حجم الظاهرة أو الحدث :
 بعض الظواهر قد تكون صغيرة ودقيقة لدرجة يصعب رؤيتها بالعين المجردة مثل البكتيريا أو بعض الفيروسات ،  وفي المقابل بعض الظواهر أو الأحداث قد تكون كبيرة الحجم لدرجة يصعب رؤيتها في الواقع وبالتالي يمكن الاستعانة بالتقنيات التعليمية لرؤية هذه الظواهر أو الأحداث ونقلها للمتلقي بسهولة .  (  احمد محمد سالم / ص61 )
·       تقنيات التعليم والاقتصاد في الوقت والجهد :
إن كثير من موضوعات التعلم قد تكلف كثيراً عند دراستها ، ومن أمثلة ذلك
دراسة تنوع البيئة ، ولذلك فإن تسجيل أفلام عن هذه الموضوعات مرة واحده ونسخها يوفر كثيراً من الجهد والمال والوقت ، التي تتطلبها عملية الذهاب إلى مكان الدراسة . وإجراء تنفيذها في كل مرة .
·       تقنيات التعليم وبقاء أثر التعلم :
مشاهدة التلميذ لفلم تعليمي أو لبرمجية حاسوبية تعليمية متعددة الوسائط ترتبط
بموضوع معين يجعل المعلومات التي يكتسبها المتعلم أبقى في الذاكرة فترة أطول ويمكن استرجاعها بسهولة بالمقارنة بالطريقة اللفظية .
وقد أشارت الدراسات إلى أن التلاميذ ينسون عادة 50% من المعلومات التي

 يحفظونها بعد عام من دراستها ، وتصل هذه النسبة إلى 75% بعد عامين ، في حين أظهرت الدراسات التي أجريت في مجال الوسائل التعليمية أن لهذه التقنيات إمكانيات متعددة في تأكيد التعلم وتقليل النسيان وجعل التعلم أبقى أثراً ، حيث أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في أمريكا على تلاميذ الصف التاسع أن التلاميذ الذين درسوا العلوم باستخدام الأفلام التعليمية قد زاد تعلمهم للحقائق بمقدار 20% عن باقي التلاميذ الذين لم يستخدموا سوى الكتاب المدرسي والطريقة المعتادة ، وبعد مضي 6أسابيع زادت المعلومات التي ذكرها التلاميذ الذين درسوا بالأفلام بمقدار 30% عن زملائهم في الفصول الذين درسوا بالطريقة المعتادة .  (  احمد محمد سالم / ص57 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق