مركز
مصادر التعلم
Learning
Resources Center
مقدمة :
نالت مصادر التعلم في
الوقت الحاضر من قبل المربين والتربويين ، لقدرتها على الإسهام في تحقيق الأهداف التعليمية ، فقد اصبحت جزء متكاملا من المنهج المدرسي
بمقرراته الدراسية وأوجه النشاط المتعلقة بها طرائق وأساليب التدريس المختلفة .
يستخدم مصطلح " مراكز
مصادر التعلم " للتعبير عن بيئة تعليمية داخلية تحوي أنواع متعددة من مصادر المعلومات
، يتعامل معها الطالب وتتيح له فرص اكتساب المهارات والخبرات وإثراء معارفه عن طريق
التعلم الذاتي والجماعي . وتتيح بيئة تعليمية خارجية محيطة بالطالب تساعده على الوصول
للمعلومة من خلال البيئة الخارجية كالظواهر الطبيعية والحدائق ........ وكل ما حوله يعتبر مصدر من مصادر
التعلم .
تناول هذا الفصل سبعة
محاور رئيسية : الأول : تناول مراكز مصادر التعلم من حيث المفاهيم و المصطلحات ، و
الأنماط ،و الرؤية و الرسالة ، و الثاني تناول فلسفة مراكز مصادر التعلم و العوامل
التي تكون هذه الفلسفة ، أما الثالث : فتناول أهدافها ، و الرابع تناول مهامها و
الافتراضات التي تقوم عليها هذه المراكز ، و الخامس تناول مكونات مراكز مصادر
التعلم ، أما السادس تناول الاتجاهات العالمية في مراكز مصادر التعلم ، أما السابع
عرض بعض التجارب العربية في مراكز مصادر التعلم .
أولاً : مراكز مصادر
التعلم ( المفاهيم ، المصطلحات ،الأنماط ، الرؤية و الرسالة ) :
تمهيد :
توفرت العديد من الأدوات
والأفكار والتقنيات التي يمكن استعمالها كمصدر تعلم وتعليم، وتعددت أنواعها ومسمياتها،
و بالنظر إلى مجمل الإطار النظري لمراكز مصادر التعلم، نجد أن المدرسة كمكان تعليمي
هي مركز مصادر تعلم يحوي بين جنباته العديد من الأركان والمصادر التعلُّمِيه، والتي
لا يمكن القول أن أحدها سيلغي الأخر، فالكادر البشري من معلم ومدير وطالب وموظف باختلاف
مسماه الوظيفي مصادر تعلم وتعليمية بشرية، والمطبخ والمعمل والمكتبه والمختبر وصالة
الرياضة وغيرها أركان تعليمية، بالإضافة إلى العتاد والمكونات المادية من كتب وأجهزة
وشبكات انترنت و الوسائل المادية الأخرى كلها مصادر تعليمية تعلمية، فكل مصدر تعلم
مهم ومفيد وفق حاجة المستفيد له بالزمان والمكان والاستخدام.
على الرغم من الدور المهم
الذي لعبته المكتبات وعبر تاريخها الطويل في دعم العملية التربوية بشكلٍ عام والمناهج
بشكلٍ خاص، إلا إنها اعتمدت ولفترة طويلة جداً على الأوعية التقليدية للتعلم والمعلومات
وبخاصة الكتب وغيرها من المطبوعات (عليان؛ سلامه، 2012).
وقد تطورت العملية التربوية
في الفترة الأخيرة، وظهرت أفكار ونظريات وأساليب حديثة في مجالي التعليم والتعلم، تؤكد
على أن أفضل أنواع التعليم هو الذي يتم عن طريق الخبرة وخلق رغبة الدافعية لدى المتعلم
في البحث عن المعلومات بنفسه ومن مصادرها المتنوعة (عليان؛ سلامه، 2012)، لأن المتعلم
المـُـتمكن أصبح محور العملية التعليمية لأنه أهم مخرجات النظام التعليمي (الصالح وآخرون،
2003، ص 57). وبالتالي يجب على المكتبة أن تتطور لتواكب التغييرات التربوية، بالإضافة
إلى التطورات التكنولوجية التي أنتجت للعالم العديد من المصادر التي يمكن للمرء أن
يحصل منها على ما يريده ويتعلم من خلالها كونها مصدر معلومات، وتمتاز العديد من المصادر
بمميزات لا يمكن توفرها في الكتب المطبوعة، وبالتالي تجمع هذه المصادر بحيث تكون في
متناول يد المتعلم في مكان واحد.
وفي عام 1956 أصدر اتحاد
مكتبات المدارس الأمريكي بياناً رسمياً أبرز فيه " إيمانه بأن مكتبة المدرسة بالاضافة
إلى ما تقوم به من عمل حيوي في الارشاد للقراءة الفردية وفي تطوير مناهج المدرسة، يجب
أن تخدم المدرسة كمركز مصادر للتعلم" (ذكره عيسى وأخرون، 1982، ص 39).
فمراكز مصادر التعلم اليوم
من أهم المرافق التعليمية التي دعت التطورات التربوية إلى استحداثها لجعلها نقطة تحول
للمؤسسات التعليمية التربوية للخروج بها من شكلها التقليدي إلى شكل يتواكب مع تطورات
وأساليب التعلم الحديثة. وهو المكان الذي فيه يشبع المتعلمين رغبتهم في المعرفة بتوفير
كل من المواد أو المصادر التعليمية والحيز (المكان) لتنفيذ الأنشطة المتعلقة لحدوث
التعلم (عيسى و العمري و ملحم، 1982 ). وجودة هذه المراكز التي تقدم مزيجاً من المصادر
المتنوعة و التسهيلات والعمليات والوظائف والأجهزة والأفراد المهنيين، تعتمد على التنظيم
الهادف والفعال لتلك المكونات في سعي دائم للمركز لمقابلة حاجات المستفيدين (الصالح
وأخرون، 2003، ص 57).
النشأة والتطور:
بدأ الاهتمام بإنشاء مراكز
مصادر التعلم منذ الستينات من القرن الماضي .
وقد مرت مراكز مصادر التعلم
بثلاثة اطوار في انشائها وتطويرها يمكن عرضها كما يلي :
الطور الاول : بدأ الاهتمام فيه بإدارة
الافلام التعليمية بالإضافة إلى اجهزة العرض السينمائية اللازمة لذلك ، وصيانتها وأرشفتها
بطريقة منظمة يسهل الوصول اليها ، وكانت وظيفة المراكز هي توفير الافلام للمعلمين ،
وكان المركز داخل الجامعة او ضمن مديرية التربية والتعليم ، أي الخدمة مركزية في هذه
المرحلة .
الطور الثاني : تطور المركز في هذه المرحلة
وأصبح يضم ايضا الافلام الثابتة وبعض التسجيلات الصوتية ، وأيضا ادلة للمعلمين وكانت
وظيفته إثرائية ، وأصبح مكانه داخل المدرسة ، وأطلق عليه مركز الاهتمام ، ليثير اهتمام
الطلاب وحب استطلاعهم .
ومن أهم ما يميز هذه المرحلة
ظهور مفهوم التعلم الذاتي .
الطور الثالث : تطور المركز بمفهومه
المتميز الذي يضم مصادر تعلم متنوعة ، واهم ما يميز هذه المرحلة هو توظيف المركز لخدمة
العملية التعليمية ، وقد تعددت مسميات ، وقد
تنوعت مسميات المركز التي تعكس التطور الذي طرأ على المفهوم وفلسفته ووظائفه واساليب
العمل به ،
ومن هذه المسميات الحديثة
ما يلي :
• مركز المصادر المكنبية
• مركز المصادر التربوية .
• مركز الوسائط المتعددة .
• وحدة الوسائط السمعية والبصرية .
• وحدة التكنولوجيا التربوية .
• مركز المواد التعليمية .
• مركز مصادر المعلومات والتعلم .
• وحدة الخدمات التربوية .
• مركز وسائط التعليم .
• مناهل المعرفة .
• المكنبة الشاملة متعددة الوسائط .
• مركز النشاط التعليمي .
ومهما اختلفت تلك المسميات
فإنها تتحد في الهدف الرئيس وهو توفر بيئة تعليمية مناسبة تتيح للمتعلم الاستفادة من
أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعلم ، وتهيئ له فرص التعلم الذاتي ،وتعزز مهارات
البحث والاستكشاف ، وتمكن المعلم من اتباع اساليب حديثة في تصميم وتطوير وتقويم مادة
الدرس ، وهذا التعدد في المسميات بسبب التنوع في امكانيات المركز ومحتوياته وخدماته
.
مفهوم مراكز مصادر
التعلم :
أدى الاهتمام بالوسائل إلى إدخال
التقنيات التعليمية ( تكنولوجيا التعليم ) وتوفرها في المدارس مما أدى إلى ازدحام غرفة
الصف ، لذا فقد برزت في المجتمعات الغربية فلسفة التكامل لجميع صيغ مصادر التعلم في
مكان واحد تتكامل فيه المواد المطبوعة مع المرئية والسمعية ، وهو فعال من الناحية الاقتصادية
لأنه يضمن استخدام كافة مصادر التعلم بأفضل وجه ، ويفيد الطلاب والمعلمين ، وعرف هذا
المكان فيما بعد بعدة مسميات منها مراكز مصادر التعلم .
وقد اشتمل الأدب التربوي
على تعريفات عديدة لمراكز مصادر التعلم، تشترك معظمها في المضامين، ومن هذه التعريفات
ما يأتي :
-ُتعرف مارجريت نيكولسن Margaret Nicholson)
) مركز مصادر التعلم بأنه : " مجموعة من المواد المطبوعة، وغير المطبوعة، والمعدات،
التي ُانتقيتْ، وُنظمت، و حدد مكانها، وزودت بهيأة مشرفة حتى تخدم الاحتياجات للمدرسين
والطلاب، ولتعمق أهداف المدرسة. ويعتمد ما يمكن وضعه في المركز من مواد، على التسهيلات
التي تيسرها المدرسة، وعلى الهيأة المشرفة. وإذا ما توفر المكان والهيأة، فإنه لا يوجد
سبب يبرر عدم تقديم أي نوع من المواد والإمدادات التي تساعد المدرسين والطلاب، كما
ستساعد المدراء ". (سلامة ، 1995، 33
)
-ويعرف عيسى مراكز مصادر
التعلم بأنها " مراكز تهيء التسهيلات المناسبة للارتقاء بعملية التعلم في مجالات
العلوم المختلفة والاهتمامات الشخصية ". (مصباح الحاج عيسى ، 1980،10)
-ويعرف عليان وسلامة مركز
مصادر التعلم بأنه " ذلك المكان الذي يحتوي على مواد تعليمية مختلفة ومنظمة ،
بحيث يسهل استخدامها من قبل المدرس و الطالب، لتسهيل العملية التربوية ". (عليان
وسلامة، 2002، 168)
-وقد عرَّفت الجمعية الانجليزية للمكتبات مركز
مصادر التعلم بأنه " المكان الذي توضع فيه الافلام الثابتة والمتحركة والشرائح
والمصورات والرسوم والاسطوانات والأشرطة والأجهزة المسجلة إلى جانب المواد المطبوعة
".
-وتعرَّف مراكز مصادر التعلم بأنها نوع من المكتبات
المتطورة الذي يضم مجموعة من الوسائل المطبوعة وغير المطبوعة والأجهزة اللازمة لتشغيلها
وفق خطط مدروسة ومخطط لها على ايدي هيأة مهنية مدربة .
- ويؤكد آخرون إن مراكز مصادر التعلم مكان للنشاط
والدراسة يعزز عملية التعلم ، ويوفر امكانية الدراسة الفردية والجماعية .
-ويتفق التربويون على انه المكان الذي يحتوي على
مواد تعليمية مختلفة ومنظمة ، بحيث يسهل استخدامها من قبل المعلم والطالب معا بهدف
تسهيل العملية التعليمية.
-وهناك تعريف شامل لمركز مصادر التعلم
بأنه " بيئة تعليمية منظمة تحتوي على عدة عناصر بشرية تعليمية ( معلم – متعلم
) ومصادر مادية ( سمعية - بصرية – مقروءة
– متعددة الوسائط ) يتفاعل معها الطالب ذاتيا تحت إشراف وتوجيه المعلم لاكتساب المعلومات
والمهارات والاتجاهات بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة .
وقد أشارت وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية
السعودية إلى ماهية مراكز مصادر التعلم باعتبارها بيئة تعليمية تحوي أنواع متعددة من
مصادر المعلومات ، يتعامل معها الطالب وتتيح له فرص اكتساب المهارات والخبرات وإثراء
معارفه عن طريق التعلم الذاتي والجماعي .
- واستخلص المؤلفان التعريف التالي لمراكز مصادر التعلم
بانه : ( بيئة تعليمية تعلمية تشتمل على مواد تعليمية مختلفة ومنظمة ، يسهل اتاحتها
واستخدامها من قبل المعلمين والمتعلمين ، بمساعدة امناء مراكز مصادر التعلم والمسئولين
عن ادارة المراكز وتشغيلها ، بهدف تحسين عملية التعليم والتعلم في مختلف جوانب النمو
الانساني ، بما يسهم في الارتقاء بها وتنميتها من خلال خبرات التعلم الذاتي والتعلم
التعاوني ). ( عطار ، كنسارة ، 1434،74)
-ويعرف الصالح وزملاؤه
مركز مصادر التعلم بأنه " موقع في المدرسة يقدم خدماته لمعلمي المدرسة وطلابها
وإدارييها وغيرهم، وتشمل هذه الخدمات توفير مصادر تعليم وتعلم متنوعة مطبوعة وغير مطبوعة
و إلكترونية، وإتاحة للشبكة المعلوماتية، وخدمات أخرى مثل إنتاج المصادر والتدريب المهني
و غيرها، من خلال تسهيلات مجهزة وعمليات ومعلومات أو مهام محددة، واختصاصي مؤهل يهدف
إلى توفير بيئة تعليمية غنية بالمصادر المتعددة، وتوظيف أساليب التعليم والتعلم الحديثة
المعتمدة على دمج تقنية المعلومات و الاتصال في العملية التعلمية " . (الصالح
وزملاؤه، 2003،49)
وتتفق الباحثات مع التعريفات
السابقة، وتعتقدن أن أغلبها تعريفات مهمة ومجزية؛ حيث أنها أجمعت على وجود : مكان،
وأدوات تعليمية منظمة. كما أجمعت على الهدف، وهو تسهيل العملية التربوية، وعلى المستفيدين،
وهم الطلبة والمعلمون.
-وتعريفنا الاجرائي لمركز مصادر التعلم
هو :
بيئة تعليمية مدرسية متكاملة ، مكونه
من قسمين رئيسين ، مكتبة وقاعة دراسية . متصلة بالعالم الخارجي بخدمة انترنت عالية
السرعة ، مجهزة بمصادر معلومات مطبوعة وغير مطبوعة ، الكترونية وغير الكترونية ، ووسائل
اتصال تقليدية وحديثة ومتنوعة قابلة للتطوير والتحديث .
والمركز يخدم الطلاب بجميع
فئاتهم عاديين ، موهوبين ، صعوبات التعلم ، وكذلك يخدم المعلمين بمختلف تخصصاتهم .
تحت اشراف اختصاصي مؤهل يُدرب تدريب مستمر لتطوير المركز ومواكبة المستحدثات التربوية والتعليمية والتكنولوجية .
إن أي تعريف لمركز مصادر
التعلم يجب أن يتناول ا لعناصر والمضامين الآتية :
- التنوع في المواد والمصادر
التعليمية المطبوعة وغير المطبوعة.
- التنظيم والترتيب.
- يهدف المركز إلى خدمة
الطلاب والمعلمين.
- يشرف على المركز موظفين
مؤهلين ومتخصصين.
- يلاءم أساليب التعلم
المختلفة.
- يشتمل على أنواع مختلفة
من الأجهزة التعليمية.
وفي ضوء ذلك يمكن تعريف
مركز مصادر التعلُّم بأنه " مكان في المدرسة منظم ومرتب، يتوافر فيه مصادر التعلم
المطبوعة، وغير المطبوعة، والإلكترونية المرتبطة بالمنهاج الدراسي، ويقدم التسهيلات
المادية والبشرية ويوظفها، تسهيلا لعملية التعلُّم والتعليم لدى الطلاب والمعلمين،
ويديره موظفون مؤهلون، متخصصون قادرون على تحقيق أهداف المركز".
أهم المصطلحات
المرادفة لمركز مصادر التعلم :
يرى يونس بأنه يطلق على
مراكز مصادر التعلُّم أسماء مختلفة منها:
- مراكز مصادر
المعلومات للتعلم (Learning Resources Centers) :
وهذه التسمية ُقصد بها،
التأكيد على وظيفة مركز مصادر التعلم الرئيسة، وهي المساعدة على تحقيق التعلم.
- مكتبة الوسائل
المتعددة، أو المكتبة الشاملة :
وهذه التسمية تؤكد على
أن هذه المراكز ما هي إلا تطوير للمكتبة التقليدية، والمفهوم السائد عن الوسائل التعليمية.
وكذلك إعادة تخطيط وظائف المكتبة ، وأقسامها وتحديد دور المواد والأجهزة التعليمية؛
بحيث يتم التزاوج بينهما، والتنسيق بين وظائفها وخدماتها التعليمية، داخل إطار نظام
شامل، متكامل يحقق التعاون، وتنظيم العمل بينهما، لخدمة أهداف المؤسسات التعليمية،
وتحسين عملية التعلم، ورفع أداء المدرس والطالب على السواء، الأمر الذي يؤدي في النهاية
إلى الارتقاء بكفاءة العملية التعليمية.
- مركز وسائل التدريس
(Instructional
Media Centers) :
وهذه التسمية تؤكد على
المواد التعليمية، وعلى عملية التدريس، وتؤكد أيضًا على أهمية هذا المركز في تحسين
أساليب التدريس وطرقه .
- مراكز المصادر التربوية
(Educational
Resources Centers ) .
- مراكز الخدمات التربوية
(Educational
Services Centers) .
- مراكز النشاط (Activity
Centers ) .
- مراكز الوسائل السمعية
البصرية – المكتبة (Library- AV Centers ) .
- مراكز المواد التعليمية
( Instructional
Materials Centers ) .
- مراكز المصادر التعليمية
والمواد المعرفية ( Resources Based Centers).
- مراكز المواد التعلُّمية.
( Learning
Materials Center) . (يونس، 2001 ، 274 )
و هذه المصطلحات تؤكد
على نوع الوظيفة التي يقوم بها مصادر التعلم وعلى نوع التجهيزات والمواد التعليمية
المتوفرة في ه. ومهما اختلفت التسميات والأشكال، والمحتويات، والأحجام لمراكز مصادر
التعلُّم، فإن المفهوم الشامل لها، أنها مراكز تهيئ التسهيلات المناسبة للارتقاء بعملية
التعلُّم في مجالات العلوم المختلفة والاهتمامات الشخصية ومتابعة آخر ما توصلت إليه
التقنية بعامة وتقنية التعليم بخاصة وإيصالها إلى مستخدمي هذه المراكز.
التطور التاريخي
لمفهوم مراكز مصادر التعلم :
- المرحلة الأولى :
أطلق عليها اسم مكتبات الصفوف: وهي عبارة عن خزائن صغيرة تحفظ داخل الصفوف، وتضم غالبًا
كتبًا وقصصًا وغيرها من المواد المطبوعة التي تتصل بميول الطلبة وهوياتهم، ولعبت هذه
المكتبات دورًا مهمًا في تطوير عادات القراءة عند الطلبة .
ومن وجهة نظر الباحثات
فإن مكتبات الصفوف توفر بيئة جيدة للتعلم الفردي أو لمجموعات صغيرة، خاصة في مجال تعلم
القراءة والكتابة.
- المرحلة الثانية
: عرفت باسم المكتبات المدرسية الرئيسية أو المركزية وهي المكتبات التي تُلحق بالمدارس
الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، وتهدف إلى توفير المواد المكتبية المناسبة وتقديم
الخدمات المكتبية المختلفة للطلبة والمعلمين.
- المرحلة الثالثة
: عرفت باسم مكتبة المواد أو الموضوعات: وهي المكتبة التي يتم جمع وتنظيم كافة
الكتب والدوريات والمواد المطبوعة الأخرى والمواد السمعية والبصرية المتعلقة بالمواد
الدراسية.
- المرحلة الرابعة
: أطلق عليها اسم المكتبة الشاملة أو مكتبة الوسائل المتعددة Multi Media
Library ، وهي عبارة
عن تطوير لمفهوم المكتبة التقليدي وإضافة الوسائل التعليمية للمكتبة بصورتها الحالية، بحيث تشمل المواد
التعليمية المقروءة كالكتب، والمراجع،و الدوريات، وغيرها من المطبوعات، والمواد المرئية
كالأفلام المتحركة والشرائح، والأفلام الثابتة والمواد المسموعة كالتسجيلات الصوتية
والاسطوانات؛ وكان يتم عادة عن طريق إضافة وحدة أو أكثر من هذه الوحدات في كل مرة،
حسب الظروف المالية والإمكانات لكل مكتبة أو مؤسسة تعليمية.
- المرحلة الخامسة
والأخيرة : وهي مرحلة الوصول إلى مراكز مصا در التعلُّم في وضعها الحالي Learning
Resources Center ، وذلك بعد أن تأكد
أن كافة المراحل السابقة لم تتمكن من تحقيق
هدف وطموح المدرسة في الانتقال من عملية التركيز على التعليم إلى التركيز على التعلُّم
من خلال توفير مواد مكتبية وأنشطة مختلفة تساعد التلاميذ على اكتساب مهارات التعلُّم
وتنمي قدراتهم في مجال التحليل والنقد. (عليان، 2002، 392)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق