الاثنين، 29 ديسمبر 2014

(مراكز مصادر التعلم) الجزء الرابع

ثانياً : المصادر غير المطبوعة ( Non – Printed Material) :
1-                المواد السمعية و البصرية ( Audio – Visual Material ) : لم تعد المكتبات و مراكز المعلومات مجرد مؤسسات تعنى بجمع و تنظيم المطبوعات بشكل عام و الكتب بشكل خاص ، بل أصبحت مراكز لمصادر المعلومات بغض النظر عن شكلها المادي ، سواء كان مطبوعاً أو غير ذلك . و قد دخلت المواد لسمعية و البصرية عالم المكتبات و المعلومات لأسباب كثيرة من بينها دخول التكنولوجيا التربوية ميدان التدريسو  التدريب ، و سيطرة الوسائل السمعية و البصرية على الحياة الاجتماعية و العامة من خلال وسائل الاتصال الجماهيري المختلفة ، و دور هذه الوسائل في مجالات التدريب والتأهيل و الثقافة و الترفيه و التسلية و شغل أوقات الفراغ .
و يشمل مفهوم المواد السمعية و البصرية المواد كافة و الوسائل و الأوعية و الأجهزة التي قد تستخدم في التعامل أو التعبير عن المعلومات من خلال السمع أو البصر أو كليهما في إدراك هذه المعلومات ، و قد ظهرت تسميات عدة لها مثل : الوسائل الحديثة ( Newer Media ) و مواد غير الكتب ( Non – Book Materials  ) و المواد غير المطبوعة ( Non Printed Materials) و التقنيات التعليمية ( Educational Media) و المواد غير التقليدية و غيرها . و تقسم بعض هذه المواد بغض النظر عن تسمياتها إلى :
أ‌)                   المواد السمعية ( Audio – Recordings) : و تشمل الوسائل التي تعتمد على حاسة السمع فقط في نقلها للمعلومات و من أمثلتها : الأشرطة و التسجيلات الصوتية (Tapes) الأسطوانات السمعية ( Audio Discs) .
ب‌)              المواد البصرية ( Visual Aids)  : وتشمل المواد التي تعتمد على حاسة البصر في إيصال المعلومات ، ومنها:  الصور ، الخرائط ، الأفلام غير الناطقة ، الشرائح ، الشرائح الفلمية الثابتة ، المجسمات ، الشفافيات ، العينات ، الكرات الأرضية .
ت‌)              المواد السمعبصرية ( السمعية و البصرية ) (Audio – Visual Materials) : و تشمل المواد كافة التي تعتمد على حاستي السمع و البصر في نقلها للمعلومات و من أمثلتها الأفلام الناطقة بكل أشكالها و أنواعها و أحجامها ، كما تشمل على الشرائح و الشفافيات و الأفلام الثابتة التي تصاحبها أشرطة صوتية .
2-                المصغرات الفلمية Micro Forums  : و هو اصطلاح عام يطلق على أشكال النسخ المصغر كافة . وهي مواد أو وسائط بصرية تستنسخ عليها الكتب والدوريات و المخطوطات والجرائد والرسائل الجامعية والوثائق المختلفة بصورة مصغرة جدا , بحيث لا يمكن قراءتها بالعين المجردة أو أعادتها إلى حجمها الطبيعي وأستنساخ صورة ورقية عنها إلى بواسطة أجهزة قراءة خاصة بها . والمصغرات الفلمية عبارة عن أسلوب تعامل تقني حديث مع مصادر المعلومات المختلفة وبخاصة التي يخشى عليها من التلف أو السرقة أو التزوير أو التي أصبح حجمها مزعجا للمكتبة . وقد ظهر التصوير المصغر لأول مرة على يد شخص أنجليزي يدعى دانسر الذي نجح عام 1839 في تسجيل أول صورة مصغرة بنسبة 160 إلى واحد . وبعد ذلك تطورت التجارب والأختراعات في هذا المجال .( خليفة ، شعبان ، 1981)
وتأتي أهمية المصغرات الفيلمية من مميزات عدة أهمها : قدرتها على المحافظة على الوثائق لمدة تصل إلى 500 سنة ، سهولة الأحتفاظ بها ونسخها وتبادلها ، استحالة عملية تزويرها، قدرتها على حل مشكلة ضيق المكان وعدم وفرة الوثائق بشكلها الأصلي المطبوع ،تسهم في الحد من عمليات السرقة للوثائق والمخطوطات والمستندات الأصلية والنادرة .
ويوجد حاليا شكلان رئيسيان للمصغرات الفيلمية هما :
أولا : الشكل الملفوف على بكرات أو على كاسيت أو كارتردج كالميكروفيلم (Microfilm) .
 ثانيا : الشكل المسطح أو المستوي ويشبه البطاقات كالميكروفيش (Microfich) .
ثالثا : الميكروكارد أو البطاقات المصغرة (Microcard) .
رابعا : الميكروأوبيك أو الشرائح المعتمة ( Micro Opaque) .
خامسا : الشرائح المتناهية الصغر (Ultrafiche) .
بالنسبة للميكروفيلم فهو عبارة فيلم شفاف طويل يتكون من سلسلة متتابعة من الصور الفوتوغرافية المصغرة جدا والتي لا يمكن قراءة محتوياتها بالعين المجردة . ويمكن للميكروفيلم أن يستوعب مئات الصفحات من المخطوطات والصحف والصور الكبيرة والوثائق النادرة . أما طوله فيعتمد على عدد الصور التيب يحتويها , وقد يصل طوله إلى 30 مترا . وقد يكون الميكروفيلم على شكل بكرة مفتوحة أو في شكل كاسيت أو كارتردج . أم رقياساته فهي 8 , 16 , 35 , 70 , 105 مام . ويعتبر الميكوفيليم 35 ملم الأكثر شيوعا ومناسبة للمواد المكتبية خاصة تاصحف والجرائد والمخطوطات ويمكن للميكروفيلم أن يستوعب ما بين 4-8 آلاف صفحة . ويحتاج الميكروفيلم إلى أجهزة قراءة خاصة به للقراءة أو الطباعة (Microfilm Reader – Printer ) , وقد تطورت هذه الأجهزة حتى صارت تعطي صورا واضحة ونسخا مطبوعة من الصور المصغرة . (الحافظ ، صحيح ، 1982م)
أما الميكروفيش فهو عبارة شريحة فيلمية مستطيلة الشكل ( على شكل بطاقة فيلمية ) مسطحة تحتوي صفوفا من الصور المصغرة المرتبة أفقيا وعموديا , وتمثل عادة نصا من الوثائق أو المطبوعات . ومن أشهر قياساته 105X 148 ملم وهو الأكثر شيوعا , وبالنسبة لعدد اللقطات التي يستوعبها الميكروفيش فيعتمد ذلك على حجمه وعلى الشركة المنصنعة وعلى مدى التصغير المستخدم . فقد يضم 60 صفحة مصغرة وقد يصل عدد الصفحات المصورة عليه إلى مئات الصفحات . وقد تفوق الميكروفيش على غيره من المصغرات الفيلمية بسبب سهولة التعامل معه وسهولة حفظه وتنظيمه وأنتشر بشكل واسع في المكتبات ومراكز المعلومات .
أما الميكرو كارد فهو عبارة عن بطاقة بيضاء مصقولة من ورق التصوير الحساس المعتم المستخدم في طبع الصور الفيلمية يحوي صوراً مصغرة و مرتبة أفقياً أو عمودياً و تكون الكتابة سوداء و خلفية الصورة بيضاء ( و هو يشبه الميكروفيش) .
أما الميكروأوبيك ( الشرائح المعتمة ) فهو عكس الميكرو كارد حيث تكون الكتابة بيضاء و خلفية الصورة معتمة أو مظلمة  . أما الالترافيش Ultrafiche و هو عبارة عن شرائح فيلمية متناهية الصغر و هو نوع من أنواع الميكروفيش مع اختلاف في أسلوب التصوير حيث يمكن لشريحة الالترافيش قياس 150 × 148 ملم أن تستوعب 3200 صفحة و تكون الصور مصغرة جداً (150 إلى واحد ) و حجمها أو مساحتها تصل إلى 1×1.5 ملم .
و على الرغم من أهمية المصغرات الفيلمية كمصادر المعلومات إلا أن المكتبات و مراكز المعلومات تواجه عدداً من المشكلات في التعامل معها لأسباب كثيرة أهمها :
-         ارتفاع تكاليف الأجهزة اللازمة لها و تكاليف الصيانة .
-         صعوبة توفير الكادر البشري المدرب على استعمالها و صيانتها .
-         صعوبة تهيئة الظروف المناخية المناسبة لهذه المواد .
-         الحصول في بعض الأحيان ، على نسخ غير واضحة أو مشوهة الأصل .
-         عدم رغبة بعض الناس في التعامل معها و قلة الخبرة في استخدامها .
مصادر الممعلومات الالكترونية ( Electronic Resources) :
و هي كل ما هو متعارف علية من مصادر المعلومات التقليدية الورقية وغير الورقية مخزنة إلكترونيا على وسائط سواء ممغنطة (Magnetic tape/disk ) أو ليزرية بأنواعها أو تلك المصادر اللاورقية والمخزنة أيضا إلكترونيا حال إنتاجها من قبل مصدريها أو نشرها (مؤلفين وناشرين) في ملفات قواعد بيانات وبنوك معلومات متاحة للمستفيدين عن طريق الاتصال المباشر (online) أو داخليا في المكتبة أو مركز المعلومات عن طريق منظومة الأقراص المكتنزة (CD-ROM) والمتطورة الأخرى مثل الأقراص المتعددة (Multimedia) وأقراص( DVD).
فقد بات الحاسوب "أحد مميزات عصر انفجار المعلومات الذي نعيشه حاليا، بما له من قدرة فائقة في تخزين المعلومات واسترجاعها بسرعة ودقة متناهيين، ولذلك فقد استخدم الحاسوب قي المؤسسات المختلفة بشكل عام، وفي المكتبات ومراكز المعلومات بشكل خاص، وتتلخص فوائد استخدامه في مجال المعلومات في النقاط التالية:
1. السرعة في التعامل مع المعلومات المعطاة أو المقدّمة له.
2. الدقة في النتائج والمعلومات المخرجة.
3. تحسين طرق التعامل مع المستفيدين.
4. التخفيف من حدّة الأعمال الروتينية.
5. التقليل من الأعمال الورقية كالنسخ والطباعة.
6. توفير طاقة تخزين عالية للمعلومات . ( همشري ، عمر ، ص278)
7. إجراء العمليات التي يصعب على العقل البشري إنجازها بسرعة فائقة.
8. عدم تكرار المعلومات وتخزينها لمرة واحدة.
و قد نتج عن استخدام مواد الحاسوب في عمليات تخزين و استرجاع و بث المعلومات ظهور عدد من الخيارات البديلة عن المكتبات و مراكز المعلومات في كثير من الأحيان مثل : بنوك المعلومات ، نظم المعلومات ، قواعد البيانات ، و شبكات المعلومات أيضاً . و قد استفادت المكتبات و مراكز المعلومات من هذه الخيارات بشكل واسع و اشتركت فيها لتتمكن من مسايرة آخر التطورات و تقديم أفضل و أسرع و أدق خدمات المعلومات للمستفيدين .
لقد زادت أهمية مصادر المعلومات الإلكترونية بشكل واضح في أيامنا الحالية في جميع أنواع المكتبات من خلال الأحجام الكبيرة و المتوسطة و الصغيرة . و بدأ ينظر إليها على أنها مصدر أساسي من مصادر المعلومات حيث تأخذ نسبة لا بأس بها من المخصصات المالية في المكتبات و مراكز المعلومات . و نظراً لأهمية هذا النوع من مصادر المعلومات بدأت تأخذ أفضلية من قبل المستفيدين باختيارهم مثل هذه المصادر للحصول على المعلومات الضرورية لإنجاز أبحاثهم و دراساتهم العلمية . و من الأمور التي تدعم هذا الاتجاه ما يلي :
1-                تفضيل الباحثين بشكل عام لإتاحة المعلومات بشكل مباشر من خلال جهاز الحاسوب ( Desktop Access) .
2-                ازدياد عدد الدوريات المتوفرة بشكل إلكتروني ( E-journals ) .
3-                ازدياد عدد الكتب المتوفرة بشكل إلكتروني ( E – books ) .
4-                نشوء أو تطور ما يسمى بالأرشفة الإلكترونية ( E – Archives  ) .
5-                ازدياد مشاريع رقمنة مصادر المعلومات في المكتبات و مراكز المعلومات (Digitization) .
6-                زيادة ظاهرة النشر الأكاديمي الإلكتروني ( Scholariy Communication and Electronic Publication ) .
لهذه الأسباب و غيرها بدأت المكتبات بالتوقف عن الاشتراكات للدوريات المطبوعة و إلغاء الدوريات الأقل استخداماً ، أي أنها بدأت بالإعتماد على مبدأ ( Just in Time) ( توفير المادة حال طلبها ) في تعاملها مع مقتنياتها و اشتراكاتها بمصادر المعلومات المختلفة و التخفيف ما أمكن على الاعتماد على مبدأ ( Just in Case ) ( توفير المادة فيما لو تم طلبها ). و لهذه كانت أهمية مصادر المعلومات الإلكترونية التي كانت قادرة على تحقيق هذا الهدف .
يؤكد (Johnson . 2004) على أن مصادر المعلومات الإلكترونية شبيهة إلى حد ما بمصادر معلومات المكتبات الأخرى و من نواحي عدة ، فمثلاً :
1-                يتم اختيار هذه المصادر Selected .
2-                يتم الحصول عليها و إضافتها للمقتنيات Acquierd .
3-                يتم ضبطها ببيلوغرافياً Cataloged .
4-                يتم إدارتها Managed.
5-                يتم توضيحها و عرضها للجمهور المستفيد Explained and Promoted to Users .
6-                يتم تقييمها Evaluated .
7-                يتم حفظها Preserved.
8-                يتم سحبها من التداول Withdrawn.
9-                يتم إلغاء الاشتراك بها Cancelled .
و يجب أن يتم تطبيق نفس معايير القرارات الخاصة ببناءو ت طوير مجموعات المكتبات على جميع أنواع مصادر المعلومات مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية مصادر المعلومات الإلكترونية.
مصادر المعلومات الإلكترونية هي جميع مصادر المعلومات الرقمية ( Digital ) و التي يمكن لجهاز الحاسوب تخزينها ( Store ) ، ينظمها ( Organize) ينقلها أو يرسلها ( Transmit) أو يعرضها ( Display ) بدون أي عمليات تدخل مباشر في طبيعتها .
بعض هذه المعلومات قد تولد رقمية بالأساس و بعضها يتم تحويله من شكله الأصلي التقليدي إلى الرقمي الجديد . و تشمل مصادر المعلومات الإلكترونية العديد من الأنواع (Typs) و الأشكال (Forms) و وسائل التخزين و التوزيع أو النقل (Medium) . فالأنواع تشمل الصحف ، الكتب العادية ، الكتب المرجعية ، الدوريات ، الكشافات ، المستخلصات و غيرها من الأنواع . و تشمل الأشكالبمعنهاه الواسع البانات، الصور ، النصوص ، و أشرطة الصوت و الصورة . و تسمى الوسيلة التي تستعمل للتخزين أو التوزيع أن النقل بالوعاء الذي قد يكون Cd – Room  شريط ممغنط أو أية وسيلة تخزين إلكترونية أخرى Server خادم يمكن الاتصال به من خلال شبكة الإنترنت .
تقدم مصادر المعلومات الالكترونية للمكتبات و المستخدمين على السواء العديد من المميزات و أو الفوائد التي لخصها ( Jhonson.2004) بما يلي :
1-                سهولة البحث فيها من خلال إمكانيات بحث و استرجاع ضخمة .
2-                إمكانية الوصول للمعلومات من بعد ، أي من خارج المكتبة .
3-                إمكانية دمج العديد من المجلدات و لسنوات عديدة في ملف واحد قابل للبحث و الاسترجاع .
4-                إمكانية التقليل من السرقة و العبث بمقتنيات المكتبة .
5-                إمكانية استخلاص و معالجة المحتويات .
6-                إمكانية استخدامها من قبل عدد من الأشخاص بنفس الوقت .
7-                سهولة تصدير و إرسال المعلومات لقاعدة بيانات للاستخدام الشخصي .
8-                تقليص تكلفة توصيل مصادر المعلومات بالنصوص الكاملة .
9-                إمكانية توصيل مصادر المعلومات بالنصوص الكاملة .
10-           إتاحة المعلومات خارج أوقات ساعات خدمة المكتبة الاعتيادي .
تخلص إلى نتيجة بأن مصادر المعلومات الإلكترونية توفر العديد من المزايا لكل من المكتبات و المستخدمين على السواء ، من حيث إمكانية زيادة سرعة و سهولة و كمية المعلومات المتاحة . بإمكان هذا النوع من المصادر توفير مساحات واسعة في المكتبات و كذلك الأمر توفير وقت العاملين في هذه المكتبات و استغلالهم في إنجاز وظائف أخرى . و لكن يجب معرفة مصادر المعلومات الإلكترونية ليست الحل الأمثل لجميع مشاكل المكتبات المتعلقة بالنواحي المالية ، المكانية ، الإتاحة و الخدمات . فمعظم المكتبات حالياً مازالت مسترة بالعمل في بيئتين واحد مطبوعة تقليدية و الأخرى إلكترونية متقدمة . إن مصادر المعلومات الإلكترونية سواء أكانت موجودة فعلياً في المكتبة ( تقتنيها المكتبة ) أو متاحة للاستخدام من خلال شبكة المعلومات مثل الإنترنت ، هي جزء من مجموعات المكتبة و التي يجب أن يتم إخضاعها للتقييم المستمر و حسب نفس المعايير المطبقة على جميع أنواع مصادر المعلومات الأخرى التي توفرها المكتبة .  

هناك تعليقان (2):